أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

أخر الاخبار 📂

من عمق التاريخ في اليمن، إلى آفاق العالم الرحبة


الرحالة : سالم احمد الدقيل 


من عمق التاريخ في اليمن، إلى آفاق العالم الرحبة

في حضرة التراث، تتلاشى المسافات، وتتحول الدروب الوعرة إلى سطورٍ من مجد يكتبها السائرون على خطى الأجداد. هنا حكاية مؤسسة الدقيل التنموية للتراث الحضرمي، القصة التي لم تكن مجرد رحلة عابرة، بل كانت "قافلة حياة" تحمل على عاتقها إرثاً يمتد لآلاف السنين، ساعية لنشره في أصقاع الأرض

 انطلاق الركب

من بطون الأودية العتيقة في اليمن - حضرموت ، تحركت القافلة. لم تكن تحمل بضائع تفنى، بل كانت محملة بكنوز الحضارة والثقافةً، والفكر، والهوية. التحقت المؤسسة بركب الرحالة، يحدوهم الأمل وتشفع لهم النوايا الصادقة، قاصدين عبور الحدود نحو سلطنة عمان، ومنها إلى الإمارات العربية المتحدة، ليكون العالم بأسره هو المستقر الأخير لهذه الرسالة السامية.

وكما هي دروب المعالي، لا بد من عقبات تمتحن صدق العزائم. بعد مسيرة شاقة وعبور موفق لسلطنة عمان الشقيقة، فقد حالت الإجراءات الإدارية وتصاريح العبور دون إتمام المسير نحو الدخول إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. توقفت القافلة على مشارف البوابة المنتظرة، ولكن الطموح لم يتوقف، وخفقت القلوب، لكن العزم لم يلن. كان الموقف يستدعي قائداً بحكمة الشيوخ وشهامة الفرسان، وهنا برز دور الأستاذ/ سالم أحمد الدقيل، رئيس المؤسسة، الذي أبى أن يكون هذا العارض نهاية للحلم. اتخذ  قراراً جريئاً. لم يركن لليأس، بل توجه بنفسه إلى المملكة العربية السعودية، قاطعاً الفيافي، مسابقاً الزمن في محاولة لترتيب مسار بديل أو تذليل الصعاب من جهة أخرى، مؤكداً أن الأنظمة تُحترم، وأن الأحلام تُنتزع ولا تُمنح.

وبعد جولة من السعي الدؤوب، عاد "الأستاذ / سالم احمد الدقيل" إلى سلطنة عمان، ليلتحق بركب الرحالة من جديد. كانت عودته بمثابة الروح التي دبت في جسد القافلة، معلناً أن التراث لا توقفه الحدود، ولا تثنيه الإجراءات.  من سلطنة عمان، الشقيقة التي احتضنت العزم وجددت النشاط، يممت القافلة وجهها شطر المسار الجديد المؤدي إلى العالمية، متخطية التحدي الذي واجهها . وبذلك، تستمر الرسالة في السير نحو العالم.  تسير وخلفها تاريخ عريق، وأمامها مستقبل مشرق. هي رحلة بدأت من اليمن، وعبرت التحديات، لتصل إلى العالم

إن ما قام به سالم أحمد الدقيل ليس مجرد انتقال جغرافي، بل هو درس في الإصرار، وتجسيد لروح الحضارة والشموخ ". إنها ملحمة تثبت أن حراس التراث هم حصنه المنيع، وأن القافلة ستصل حتماً ما دام في الركب رجالٌ صدقوا ما عاهدوا التاريخ عليه.





ش
ش
تعليقات